حرب استمرت لأربعة عقود ونصف وتوسعت الى أرجاء العالم وانقسمت الى معسكرين شرقي بقيادة الاتحاد السوفييتي وغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت نهايتها سبباً بصنع شكل عالمنا اليوم .. فما قصة الحرب الباردة؟
تحالف هش
عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945 نتيجة التحالف بين بريطانيا والاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة بعد إعلانها دخول الحرب ضد ألمانيا واليابان، اجتمع قادة الدول المنتصرة في يالطا واتفقوا على تقاسم مناطق النفوذ في شرقي أوروبا وألمانيا، ولكن الاتفاق كان هشاً وسرعان ما انهار بعد عامين معلناً بداية الحرب الباردة.
معسكر شرقي وآخر غربي
كان الخلاف الرئيسي بين الاتحاد السوفييتي بقيادة ستالين من جهة وبريطانيا والولايات المتحدة بقيادة تشرشل وروزفلت من جهة أخرى، يتمركز حول التعامل مع ألمانيا ودعم السوفييت للأحزاب الشيوعية في بولندا ودول شرقي أوروبا، وهذا ما تسبب ببداية الحرب الباردة مع انقسام ألمانيا الى شرقية وغربية، وبداية محاولة كل من الطرفين احتواء الآخر بدعم الدول الأخرى.
حرب باردة عالمية
بسبب القدرات العسكرية للطرفين الأمريكي والسوفييتي والخروج من الحرب التي لا يريد الطرفان إحياءها مجدداً، انتشرت ظاهرة الحروب بالوكالة، وذلك من خلال تدخل المعسكرين (الغربي تحت حلف الناتو والشرقي تحت حلف وارسو) بالحروب المحلية في سباق التوسع الأيديولوجي والسياسي، وسرعان ما اتسعت رقعة الهيمنة من أوروبا لآسيا.
حروب بالوكالة
توسعت الحروب الساسية الى حروب عسكرية مع دعم المعسكرين للأطراف المتصارعة في الحرب الكورية والتي أدت لانقسام البلاد الى الكوريتين الشمالية والجنوبية، وتوسعت هذه الحروب لتشمل حرب فيتنام وحرب تايوان والحروب العربية الإسرائيلية وحرب السوس، وأجبرت هذه الحروب معظم دول العالم على الانضمام الى أحد المعسكرين.
تنافس على الذرّة والفضاء
بدأ سباق التسلح النووي مع إعلان ستالين اختبار قنبلته الذرية رداً على القنبلة الأمريكية التي استخدمت ضد اليابان في الحرب، ورد الرئيس الأمريكي ترومان بإعلان بداية تطوير القنبلة الهيدروجينية وتجربتها، السباق النووي الذي هدد بدمار البشرية، وتوسعت الحرب في الجانب العلمي حيث تنافس الطرفان على الوصول للفضاء واكتشافه.
حلف الناتو يخرج منتصراً
مع بداية السبعينات بدأت العلاقات بين الطرفين تنتقل من العدائية الى الدبلوماسية والانفراج، الى أن جاء ميخائيل غورباتشوف لقيادة الاتحاد السوفييتي وتبنى الانفتاح السياسي، ما أدى لتقلص رقعة الاتحاد في أوروبا الشرقية، ثم الى سقوط جدار برلين الذي فصل بين المعسكرين عام 1989، بعد عامين أعلن عن سقوط الاتحاد السوفييتي.