يشير مصطلح "التدافع من أجل أفريقيا" الى الفترة الممتدة بين ثمانينات القرن التاسع عشر وعشرينات القرن العشرين، حيث انتشرت الأطماع الأوروبية في القارة الأفريقية الى أن تضاربت مصالح الدول الأوروبية وتنافست على النفوذ فيما بينها. فكيف بدأ هذا التدافع؟ وكيف أثّر على القارة الأفريقية؟
رسم خريطة الاستعمار
بدأت حركة الاستعمار الأوروبية في القارة الأفريقية مع نهاية القرن الثامن عشر لاستغلال الموارد الاقتصادية والبشرية للقارة، وذلك بعد انتهاء اكتشاف الأوروبيين للقارة ودراسة جغرافيتها وسكانها، ورسم المستكشف الاسكتلندي "ديفيد ليفينغستون" خريطة كاملة للقارة عام 1835 بعد رحلة استمرت ثلاثين عاماً.
أرض الخيرات والأطماع
بدأ الاستعمار الأوروبي لأفريقيا محدوداً ضمن الاستعمار الفرنسي للجزائر والاستعمار البريطاني لكيب تاون والاستعمار البرتغالي لأنغولا، ومع توسع الحركة الصناعية الأوروبية في وسط القارة احتاجت الدول لمصدر للمواد الخام ونشر السلع، بالإضافة الى حمى التنافس على استعمار العالم، ومثلت أفريقياً سوقاً خصبة بخيراتها وشعوبها.
استعمار مغلف بالنظريات العلمية
في حين ادّعى الأوروبيون أن انتشار قواتهم في القارة الأفريقية جاء "لتحضير الشعوب البدائية" استناداً لدراسات ادّعت أنها علمية، إلا أن الأطماع الاستعمارية تضاربت فيما بينها، فاجتمعت الدول الأوروبية على رأسها بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا عام 1884 في مؤتمر برلين، واتفقت على تقاسم مناطق النفوذ فيما بينها، وبدأت باستعمار حصصها.
جرائم ما زالت في الذاكرة
استمرت حركة الاستعمار لمعظم أراضي القارة باستثناء أماكن قليلة من انعقاد المؤتمر الى الحرب العالمية الأولى، وقد استخدمت الدول الأوروبية في استعمارها لهذه الدول سياسة الأرض المحروقة وإبادة القبائل أو استعبادها واستنزاف خيراتها وأجبرت سكانها على المشاركة لصالحها بالحرب العالمية الأولى، كما فعلت في الجزائر والكونغو وليبيا والسودان.