كيف صارت أمريكا “الرقم واحد” في العالم؟

بعد سقوط الاتحاد السوفييتي عام 1991 أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية القطب الوحيد الذي يدير العالم، وفي حين بدأ المحللون يتحدثون عن التوجه لعالم متعدد الأقطاب، يظهر سؤال: كيف أصبحت الولايات المتحدة قوة عظمى تهيمن على العالم؟

نقطة اللاعودة
خرجت الدول الأوروبية من الحرب العالمية الثانية منهكة، في حين كانت خسائر دول أخرى مثل اليابان والاتحاد السوفييتي والصين كبيرة وببعض الأحيان كارثية، ورغم أن الولايات المتحدة خسرت عدداً كبيراً من جنودها قُدّر بـ 400 ألف جندي، إلا أنها خرجت من الحرب أقوى من الناحية السياسية والاقتصادية.

تشكّل عالم جديد
أعقبت سنوات الحرب انحسار الاستعمار الأوروبي في كل مكان بالعالم مع ظهور الحركات التحررية، في حين كان الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأمريكية يظهران كقوتين عظميين ستهيمنان على العالم لعقود ويتصارعان فيما بينهما على تقاسم النفوذ ومنع أي محاولة جديدة للصعود الأوروبي.

الحرب الباردة
استمرت الحرب الباردة بين حلف وارسو بقيادة الاتحاد السوفييتي وحلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة على طول النصف الثاني من القرن العشرين، وشمل الصراع جميع النواحي العسكرية والسياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية وتصنيع السلاح النووي، ولكن الصراع حُسم في نهاية المطاف للولايات المتحدة مع بداية انهيار الاتحاد السوفييتي.

سقوط المنافس الوحيد
بعد تمدد الاتحاد السوفييتي على سدس مساحة اليابسة، دخل مرحلة ركود اقتصادي بسبب سياسات ستالين الاشتراكية، وفي عام 1985 تولى ميخائيل غورباتشوف الحكم وتبنى سياسة ديمقراطية أدت الى بداية إعلان دول أوروبا الشرقية استقلالها عن الاتحاد، الأمر الذي قاد الى تفكك الاتحاد السوفييتي وظهور روسيا عام 1991.

قواعد عسكرية في أرجاء العالم
مع تقلص الاتحاد السوفييتي، كانت دول أوروبا الشرقية والوسطى تنتقل لحلف شمال الأطلسي الذي أدى الى توسع رقعة نفوذ الولايات المتحدة وارتباط الدول الأوروبية بها، كما حملت الولايات المتحدة على عاتقها مسؤولية حفظ الأمن في مناطق كأوروبا واليابان وكوريا الجنوبية ودول الخليج وتبع ذلك إنشاء القواعد العسكرية في هذه المناطق.

من قطب واحد الى أقطاب متعددة
تجاوزت ميزانية الولايات المتحدة في الناحية العسكرية ميزانية أقوى 12 دولة مجتمعة، في حين استمر اقتصادها بتسجيل أدنى معدل تضخم وأقوى انتعاش اقتصادي في السنوات الأخيرة مقارنة بمجموعة الدول السبع، ولكن هذا التقدم بدأ يظهر قلقاً مع صعود الصين وروسيا كمنافسين اقتصاديين وعسكريين، الى جانب صعود بعض الدول الأخرى، ما يجعل العالم ينتقل من نظام القطب الواحد الى نظام متعدد الأقطاب.

0
0
Xfacebookwhatsapp

معلومات مختارة