بعض المستكشفين للمناطق الصحراوية يفقدون معالم طريقهم، فيتحركون على الرمال، بحثاً عن خلاص من هذا التيه اللانهائي. وفي أيام الصيف اللاهبة، يصبح البحث عن مكان به ماء أصعب من العثور على منجم للذهب أو الماس، وعندئذ يظهر أمامهم السراب في صورة بحيرة صغيرة أو بركة ما، فإذا ما اتجهوا بسرعة إليها، لا يجدون أي أثر للماء. كذلك يمكن ملاحظة السراب صيفاً، في الطرق السريعة المعبدة بالاسفلت، التي تبدو الراكب السيارة كما لو كانت مغطاة بالماء، اكتشف العلماء تفسيرهذه الظاهرة استناداً إلى قوانين انعكاس الضوء وانكساره، فرمال الصحراء الساخنة، أو حرارة الطرق المرصوفة ترفع درجة حرارة طبقات الهواء الملاصقة لها، فتقل كثافتها عن التي تعلوها، مما يؤدي إلى انعطاف ضوء الشمس، وابتعاده تدريجياً عن الاتجاه الرأسي، كلما اخترق طبقات الهواء القريبة من الأرض، وعندئذ تظهر أمام العين آثار هذه العملية، في صورة بركة مياه في الصحراء، أو في الأرض المرصوفة. وهذا هو السراب مجرد ظاهرة ضوئية مألوفة لسكان المناطق الصحراوية الشاسعة، في الأيام الحارة.
