المغول وتأسيس إمبراطورية إسلامية

على خطى جنكيز خان
ولد تيمورلينك عام 1336 في سمرقند لأب يتزعم قبيلة مغولية وأم من أحفاد جنكيز خان، ترقى في المناصب العسكرية الى أن استطاع حكم سمرقند بعد الانقلاب على أميرها وتوسع ليسيطر على كامل بلاد ما وراء النهر، وسرعان ما انطلق بجيوشه يغزو المناطق المجاورة، فغزا روسيا حتى وصل الى موسكو ثم توجه للعواصم العربية.

الطريق الى تدمير العواصم الإسلامية
بدأ تيمورلينك بالتوسع جنوباً في بلاد فارس وبلاد القوقاز حتى سقطت بيده عام 1385، انتقل بعدها لغزو الهند واحتل مدينة دلهي ونقل خيراتها الى عاصمته سمرقند، عاد بعدها الى مناطق المماليك فدخل حلب ثم بغداد ثم دمشق ودمرها وقتل أهاليها باستثناء العلماء والحرفيين والفنانين الذين أرسلهم لعاصمته، وبعدها غزا الأناضول.

عصر النهضة التيمورية
رغم دمويته وتدميره العواصم الإسلامية إلا أنه كان مهتماً بالعلم، وفي دمشق التقى بابن خلدون، وجعل من عاصمته مركزاً علمياً مزدهراً فيما عُرف بـ "عصر النهضة التيمورية"، حيث اشتهر فيها الى جانب من أحضر إليها، علماء "مرصد مراغة" كالصوفي والطوسي وابن الشاطر، كما اهتم بالعاصمة معمارياً وبنى فيها جامع بيبي خانم.

من سمرقند الى دلهي
استمرت الدولة التيمورية من بعده قرناً بين أولاده وأحفاده، ولكن الصراعات الداخلية جعلت الدولة تبدأ بالضعف شيئاً فشيئاً، الى حين قيام ظهير الدين بابر أحد أحفاد تيمورلينك بتأسيس إمبراطورية المغول في الهند، وذلك بعد أن أحكم سيطرته على بلاد الأفغان وتوجه غازياً بلاد السند (باكستان الحالية) والهند مستغلاً الصراع السياسي فيها.

إمبراطورية المغول في الهند
دخل بابر دلهي عاصمة دولة لودي الإسلامية في الهند عام 1526، واتخذها عاصمة لدولته الجديدة، وقضى حياته في تثبيت حكمه في الهند وبلاد الأفغان، واستمر أبناؤه وأحفاده بتطوير الإمبراطورية، والذين كان من أشهرهم جلال الدين أكبر الذي استمال أصحاب الديانات المختلفة بتأسيسه ما عُرف بـ "الدين الإلهي"، وفي عهد بدأت الأطماع البريطانية في الهند.

بناة تاج محل
بعد توليه الحكم، ألغى جهانكير "الدين الإلهي" واستمر في توسيع دولته وتطويرها، وفي عهد ابنه شاه جهان بني صرح تاج محل الذي كان نموذجاً للازدهار الذي عاشته الدولة، وكان ابته أورنك زيب آخر السلاطين الكبار، ففي عهده توسعت الدولة الى الجنوب للمرة الأولى، واهتم ببناء دور العلم والمساجد والمستشفيات.

النهاية المحتومة
بعد وفاة أورنك زيب عام 1707، بدأت الحروب الداخلية والصراعات على العرش وحركات الانفصال من الهندوس، وفي الوقت نفسه هاجم ملك إيران نادر شاه السلطنة وأضعف قدراتها الدفاعية، في حين بدأت شركة الهند البريطانية بالسيطرة على الأراضي الهندية بقوة السلاح، الى أن سيطرت على معظم الأراضي وأسقطت بهادر شاه آخر حاكم مغولي عام 1857.

0
0
Xfacebookwhatsapp

معلومات مختارة