علم النفس في رسم الآراء السياسية

يُعرف العلم الذي يدرس الحالة النفسية للأشخاص والجماعات وتأثيرها في بناء آرائهم وأفكارهم السياسية من خلال الأساليب والمفاهيم المعمول بها في علم النفس وتحليل السلوك بـ "علم النفس السياسي" .. فما هو هذا العلم؟ وكيف يستخدم ضدك؟

بداية لغاية عسكرية
نشأ علم النفس السياسي كعلم أكاديمي في الفترة بين قيام الحربين العالميتين الأولى والثانية، نتيجة الاضطرابات السياسية وتشكل النظم الشمولية واستخدامها الدعاية على نطاق واسع، وقد كان أول ظهور لهذا المصطلح أثناء الحرب في عام 1917 على يد المؤرخ الإنكليزي بيردو جروندي، الذي رأى هذا العلم طريقة لقراءة السلوك القومي لدى الجماعات.

كيف تتم دراستك؟
وُضع علم النفس السياسي لإعادة تشكيل المواقف السياسية، يتم هذا من خلال فهم الدوافع والمبادئ وراء السلوك السياسي للأشخاص، ثم وضع قوانين عامة لتفسير هذا السلوك والتنبؤ بالتصرفات، وتأتي المرحلة الأخيرة بوضع خطط لإعادة تشكيل هذا السلوك حسب الآراء المرغوبة بناء على النتائج المستخلصة من الدراسة.

كيف تتشكل آراء الأفراد؟
يقسم الكاتب ديفيد هوتون طريقة فهم السلوك السياسي الى نمطين رئيسيين: المقاربة الموقفية والتي تعد البيئة المحيطة أو مواقف الجماعة أو الوسط المحيط بالفرد أكثر أهمية في تشكيل سلوك الفرد وآرائه ودوره في العملية السياسية، والمقاربة النزوعية التي ترى آراء الشخص هي نتاج لاعتقاداته وقيمه وحتى موروثاته الجينية.

قادة "عظماء"
من أشهر الشخصيات التي استفادت من الدعاية وتحليلات علم النفس السياسي القائد الألماني أدولف هتلر، حيث عملت دعايته على فهم المجتمع الألماني ورسم صورة عن هتلر مختلفة عن القادة الألمان الذي قادوا ألمانيا لخسارة الحرب، فأظهروه بمظهر الشخص القريب من الناس والمهاب وركزوا على لهجته الشعبية ووعوده بإعادة الاعتبار لألمانيا.

حرب "إسرائيل" النفسية ضد الفلسطينيين
تعتمد دولة الاحتلال على هذا المجال كثيراً في قمع الفلسطينيين، ففي جامعاتها أكثر من 40 تخصصاً لعلم النفس عدا عن مراكز بحثية كثيرة، من أهمها وحدة الحرب النفسية التي استخدمتها في كل حروبها مع العرب والفلسطينيين، كما توجد في قوات جيش الاحتلال وحدتا علم النفس العمل والتنظيم ووحدة الصحة النفسية للجنود.

0
0
Xfacebookwhatsapp

معلومات مختارة