يرى البعض أن ما يربط اللوبي الإسرائيلي بالمصالح الأميركية في منطقة الشرق الأوسط علاقة عضوية ومصيرية، لكن رائدي الواقعية الجديدة "جون ميرشايمر" و "ستيفن إم والت" يريان أن اللوبي الإسرائيلي يضر بالمصالح الأميركية، فهل يقصدان أن اللوبي الإسرائيلي مؤامرة على العالم؟
المؤلفان في سطور
جون ميرشايمر: عالم سياسي أميركي وباحث في العلاقات الدولية، رائد المدرسة الفكرية الواقعية الجديدة، أستاذ الخدمة المتميزة في جامعة شيكاغو، أكثر رواد الواقعية تأثيراً.
ستيفن إم والت: عالم سياسي أميركي، أستاذ روبرت ورينيه بيلفر للعلاقات الدولة في كلية هارفارد كينيدي، أحد رواد الواقعية الجديدة.
جوهر الكتاب
يؤكد جون ميرشايمر وستيفن إم والت أن محور سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط مرتبط عضوياً بإسرائيل، وهو ما يجعل سياسات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط مرهونة بإستراتيجيات إسرائيل أساساً حتى وإن كان ذلك ضد المصلحة الأميركية، وسبب ذلك هو اللوبي الإسرائيلي الضاغط في الداخل الأميركي، الذي لا يتردد بأن يحدث ضرراً في السياسة الأميركية إذا ضمن مصلحة لإسرائيل.
لا أخلاق للاحتلال
يرى المؤلفان أن مطالبة اللوبي الإسرائيلي بدعم الولايات المتحدة الأميركية "اللا مشروط" للكيان الصهيوني يدعمها دعوة باطلة بضعف طهرانية إسرائيل الأخلاقية، حيث يرى الباحثان أن إسرائيل اقترفت جرائم أخلاقية عديدة تجعلها بعيدة عن الطهر الأخلاقي الذي تدعيه.
هل كيان الاحتلال دولة ديمقراطية؟
يرى رائدا الواقعية الجديدة أن ادعاء كيان الاحتلال بأنه الدولة الديمقراطية الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط ادعاء هش؛ بسبب رفضه منح الفلسطينيين دولة مستقلة حقيقية لهم، حيث يستعمر الأراضي الفلسطينية، كما أن الملايين من الفلسطينيين محرومون من حقوقهم السياسية الكاملة، وهو ما يجعل كيان الاحتلال أبعد ما يكون عن الديمقراطية.
ما اللوبي الإسرائيلي؟
يستخدم المؤلفان كلمة "اللوبي الإسرائيلي" بوصفها مصطلحاً مختصراً مناسباً للتحالف الذي يجمع بين الأفراد والمنظمات التي تعمل بنشاط على تشكيل السياسة الخارجية الأميركية وجعلها تؤيد إسرائيل. إن اللوبي ليس عصابة أو مؤامرة، وأنشطته تتفق بشكل أساسي مع تقاليد جماعات المصالح التي حكمت الحياة السياسية الأميركية لفترة طويلة.
اللوبي الإسرائيلي والكونغرس المخطوف
إن إحدى الركائز الأساسية لفعالية اللوبي تكمن في وجود نفوذ في الكونغرس الأميركي، حيث تتمتع إسرائيل فعلياً بالحصانة من الانتقاد، وهناك أيضاً أعضاء مجلس الشيوخ وأعضاء الكونغرس اليهود الذي يعملون على جعل السياسة الخارجية الأميركية تدعم مصالح إسرائيل، حتى وإن كان ذلك على حساب الولايات المتحدة الأميركية.
سلاح "معادة السامية" لإسكات الجميع
يرى المؤلفان أن أخطر سلاح يستعمله اللوبي الإسرائيلي متمثل أساساً بتهمة معاداة السامية لإنهاء أي مناقشة تنتقد الكيان الصهيوني، حيث كرست لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (إيباك) "معاداة السامية" لتصفية خصومها، وترسيخ فكرة ضرورة دفاع الولايات المتحدة عن السياسات الإسرائيلية حتى وإن تناقضت مع المصالح الأميركية.