نزل القرآن الكريم على النبي محمد صلى الله عليه وسلم منجّماً - أي على مراحل- مع بداية الإسلام قبل أربعة عشر قرناً، وما زال محفوظاً في مصحف من غير تحريف الى يومنا هذا. فكيف جُمع القرآن في مصحف واحد؟ وكيف وصل إلينا؟
في العصر النبوي
نزل القرآن الكريم على النبي صلى الله عليه وسلم منجّما خلال ثلاث وعشرين سنة، وفي رمضان قبل وفاته عرضه عليه جبريل كاملاً مرتين، وقد تلقّاه الصحابة عن النبي فكانوا يحفظونه غيباً من خلال التلقي الشفهي ككبار قرّاء الصحابة، أو يدوّنونه بأمر النبي، وقد "أوكل النبي الى بعض الصحابة" أمر الكتابة كمعاوية بن أبي سفيان.
القرآن في مصحف واحد
انتقل النبي صلى الله عليه وسلم الى الرفيق الأعلى وقد كان القرآن مكتوباً كله وكان هناك عدد كبير من الحفّاظ، ولكن قُتل قسم كبير منهم في معركة اليمامة، فقرر الخليفة أبو بكر بمشورة الصحابي عمر بن الخطاب جمع القرآن من الرقاع والعظام في مصحف واحد، وأسند المهمة الى الصحابي زيد بن ثابت أحد الحفّاظ وكتبة الوحي.
نسخ الى الأمصار
أودع المصحف عند حفصة بنت عمر في عهد الخليفة عثمان بن عفان بعد موت الخليفتين أبي بكر وعمر، الى أن قدم الصحابي حذيفة بن اليمان من فتوح أرمينية وحذّر الخليفة من اختلاف المسلمين في قراءة القرآن، فأمر عثمان بإحضار المصحف ونسخ منه سبع نسخ -على أشهر الأقوال- وأرسلها الى الأمصار لينسخوا منها.