مجاعة حدثت في مصر بين الأعوام 1065 - 1071 ميلادية، وارتبطت بالخليفة الفاطمي المستنصر بالله الذي تهاوى في فترة مُلك الفاطميين وكثرت فيها الحروب، حتى كانت واحدة من أسوأ الأحداث التي مرت على تاريخ مصر. فكيف حدثت "الشدة المستنصرية"؟
بداية المجاعة
بدأت الأزمة مع جفاف مياه النيل، واستمر الجفاف لمدة سبع سنوات سميت بـ"السبع العجاف"، وزامن ذلك تقلص رقعة سيطرة الفاطميين وخروج مناطق الحجاز والشام عن حكمهم وانقطاع الطريق المؤدي للشام، فبدأت المجاعة.
الماء بدينار والدقيق بالذهب!
بدأت المجاعة بجفاف الأراضي الزراعية والنقص الشديد في المواد الغذائية، ثم هلكت الحيوانات وفقد الدقيق، فأصبحت الناس تستبدل الكميات القليلة منه بأساور الذهب وصارت شربة الماء تباع بدينا، ثم بدأت الناس تسرق لتأكل وبدأت تأكل القطط والكلاب، ووصل الأمر لدار الخلافة فلم يجد الخليفة ما يأكله.
الناس تأكل جثث الأطفال!
يروي المقريزي أن المجاعة أفنت عدداً كبيراً من سكان مصر، فلم يبق من القرية التي كانت تضم 500 شخص إلا شخصان أو ثلاثة، وبدأت العصابات تخطف الرجال لتأكلهم، وأما الأهالي فكانوا يأكلون جثث الأطفال المتوفين من المجاعة، ويقول الباحثون لولا اجتماع مؤرخين كبار كالمقريزي والتغري بردي والبغدادي على نقل هذه الأحداث لما استطاع أحد تصديقها، ولكن الأحداث لم تخل من تشكيك بعض الباحثين.
حتى أكل الناس الميتات!
يقول المقريزي: "فيها تعذّرت الأقوات بديار مصر، وتزايدت الأسعار، وعظم الغلاء حتى أكل الناس الميتات وأكل بعضهم بعضاً، وتبع ذلك فناء عظيم، وابتدأ الغلاء من أول العام وتمادى الحال ثلاث سنين متوالية لا يمد النيل فيها إلا مداً يسيراً، حتى عدمت الأقوات وخرج من مصر عالم كبير بأهليهم وأولادهم الى الشام فماتوا في الطرقات جوعاً".
انكشاف الغمّة
بعد هذه الشدة التي عاشها أهل مصر وموت ثلث السكان كما يقدر المؤرخون، بدأ الخليفة المستنصر بالبحث عن مخرج لهذه الشدة، فاستطاع التواصل مع الوزير بدر الجمالي في الشام الذي استطاع مؤازرة مصر بالمؤن، فبدأت الأمور تنفرج وعاد الطعام والشراب وانتهت الشدة المستنصرية، وخلد المصريون ذكر الوزير بأن أطلقوا اسمه على اشهر المناطق بالقاهرة.